لطالما استخدم الإنسان الطبيعة في علاج الأمراض، ومن أبرز الأمثلة على ذلك استخدام سم النحل، فما حقيقة هذا العلاج؟ وهل هو آمن أم لا؟ هذا ما سنقوم بمعالجته في هذا المقال

سم النحل: تركيبة معقدة

سم النحل مزيج معقد من مئات المواد الكيميائية، بما في ذلك الببتيدات والأحماض الأمينية والإنزيمات والأمينات الحيوية. هذه المكونات تمنح سم النحل خصائص طبية متنوعة أهمها: 

  • مادة مضادة الالتهابات: قبل أن نتحدث عن دور سم النحل دعونا نفهم معنى الالتهاب الذي عرف على أنه استجابة طبيعية للجسم للإصابة أو العدوى حيث يحاول الجسم حماية نفسه عن طريق إرسال خلايا الدم البيضاء إلى المنطقة المصابة لتقضي على الجراثيم والمواد الضارة. يحتوي سم النحل على مئات المركبات الكيميائية مثل:

1- الميليتين: وهو الببتيد الرئيسي في سم النحل حيث يشكل حوالي 50% من تركيبة سم النحل، له تأثير قوي على غشاء الخلية مما يؤدي إلى موت الخلايا الالتهابية.

2- الأباتين: يعمل على تثبيط إنتاج البروستاجلاندين وهي مواد كيميائية تسبب الالتهاب والألم.

3- الهيستامين: على الرغم من أن الهيستامين يسبب الحساسية والتورم، إلا أن استخدامه بكميات صغيرة يمكن أن يحفز الجهاز المناعي ويقلل الالتهاب.

4- مادة مضادة للميكروبات: يعمل سم النحل على تدمير  غشاء الخلية الجرثومية وقتلها، كما يعمل على منع انتاج البروتينات الضرورية لنموها وتكاثرها. 

5- تنشيط جهاز المناعة: حيث يحفز سم النحل الجسم على التصدي لمختلف الأمراض و مكافحتها.

فوائد سم النحل للبشرة 

حسب العديد من الدراسات، فقد يساهم سم النحل في شد البشرة والزيادة من نضارتها لتجعلها تبدو أكثر حيوية وشبابا، ويمكننا تلخيص هذه الفوائد في النقاط التالية: 

  • مادة لمكافحة الشيخوخة وتجديد الجلد: يحتوي العديد من منتجات مكافحة الشيخوخة على سم النحل، نظرا لقدرته على تحفيز انتاج الكولاجين والإيلاستين، وهي بروتينات ضرورية للحفاظ على مرونة البشرة مما يقلل من ظهور التجاعيد والخطوط الرقيقة. 

كما يمكن اعتبار سم النحل مادة محفزة موضعية تساعد على شد الجلد فورا، وتعطيه مظهرا أكثر نضارة وحيوية، فهو يعمل على حماية البشرة من التأثيرات الضارة للجذور الحرة المسؤولة عن الشيخوخة، وذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة.

  • ترطيب البشرة: يعمل سم النحل على تحسين ثدرة البشرة على الاحتفاظ بالرطوبة، وهذا يجعله خيارا جيدا للأشخاص الذين يعانون من الجفاف أو تشقق البشرة، حيث يستخدم سم النحل في منتجات العناية بالبشرة بأنواعها المختلفة مثل الكريمات والأقنعة والامصال لقدرته على تحفيز انتاج الكولاجين، وعلاج البقع الداكنة، إضافة إلى إزالة الشوائب وزيادة التوهج الطبيعي للبشرة.

سم النحل بديل للبوتوكس؟ 

أثبتت العديد من الدراسات أن المنتجات التي تحتوي على سم النحل لها تأثير شبيه بتأثير البوتوكس نظرا لاحتوائه على العديد من المواد الفعالة القادرة على زيادة مرونة البشرة وشدها، أيضا يزيد سم النحل من عملية تدفق الدم إلى الجلد، وبالتالي يحفز عملية إيصال الأكسجين والعناصر الغذائية. 

بالرغم من كل هذا التشابه فهناك العديد من الاختلافات ما بين نتائج سم النحل والبوتوكس، حيث الفوائد التي يمنحها سم النحل تعتبر طبيعية ومستدامة، على عكس البوتوكس الذي يفقد تأثيره مع الزمن مما يسبب ترهل الجلد والحاجة إلى الحقن مرة ثانية، إضافة إلى أن البوتوكس يعمل على إيقاف إشارات الأعصاب في العضلات بشكل مؤقت، مما يمنع العضلات من الانقباض وبالتالي يقلل من ظهور التجاعيد، في حين لا يؤثر سم النحل على الأعصاب مباشرة إنما يساعد على تخفيف التوتر في العضلات الدقيقة تحت الجلد، ما يساهم في تقليل التجاعيد بشكل غير مباشر.

الآثار الجانبية لسم النحل 

على الرغم من الفوائد العديدة لسم النحل إلا أنه وكغيره من المواد يحتوي على مجموعة من الآثار السلبية بما في ذلك: 

  • الحساسية: يمكن أن يسبب سم النحل رد فعل تحسسي شديد، قد يصل إلى الصدمة الانافيلاكسية.
  • الألم والتورم: يسبب سم النحل ألما وتورما في مكان الحقن.
  • العدوى:  قد يحدث التهاب في مكان الحقن إذا لم يتم اتباع الإجراءات الصحية الصحيحة. 

هل يجب عليك تجربة علاج سم النحل؟

قبل اللجوء إلى علاج سم النحل يجب استشارة الطبيب، خاصة إذا كنت تعاني من أي أمراض مزمنة أو لديك حساسية من لدغات الحشرات، كما يجب إجراء اختبار حساسية قبل البدء في العلاج. 

هل لديك أي أسئلة أخرى حول سم النحل؟